Friday, June 23, 2017

توابع أيلول - ١


استقر بىّ و بنفسى الحال على أن نشدو بعضًا من أبياتٍ يسوقها القدر إلى أناملنا لنسلو بها مُهجتنا استعانةً على ما جرى و ما كان و ما بدا أنه ذهب و لن يحل محله؛ فنتغنى من الألم بدلًا من أن نعيث فسادًا لنحطُم العالم من حولنا :') 


وإليكُم بعضًا من هذا الغِناء:

حزن يغتالني
 وهم يقتلني 
وظلم حبيب يعذّبني 
آه! ما هذه الحياة 
التي كلّها آلام لا تنتهي 
وجروح لا تنبري 
ودموع من العيون تجري 
جرحت خدّي 
أرّقت مضجعي 
وسلبت نومي 
آه يا قلبي 
يا لك من صبور 
على الحبيب لا تجور 
رُغم ظلمه الكثير 
وجرحه الكبير 
الذي لا يندمل ولا يزول 
ما زلت تحبه 
رغم كل الشّرور 
ما زلت تعشقه 
رغم الجور والفجور 
ما زلت تحنّ إليه 
رغم ما فيه من غرور 
قلبي، ويحك قلبي 
إلى متى، إلى متى؟؟ 
أخبرني بالله عليك 
إلى متى؟؟ 
هذا الصّبر وهذا الجَلَد والتّحمل 
إلى متى هذا السّهر والتّأمل؟ 
إلى متى هذه المعاناة والتّذلل؟ 
كُفَّ عن هذا، كُفّ 
فاكره كما كرهت 
واهجر ما هجرت 
وعذّب كما عذّبت 
واظلم كما ظلمت 
واجرح كما جرحت 
فلقد عانيت كثيراً 
وصبرت كثيراً وكثيراً على حبيب لا يعرف 
للحبّ معنى 
أما آن لك يا قلبي أن توقف كل هذا؟ 
فبالله عليك يا قلبي 
كُفّ! 

- نزار قبّانى