Thursday, April 10, 2014

اكتُب يا هيبا

اكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب، اكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله.
اكتب يا هيبا ، فمن يكتب لن يموت أبداً.
اكتب يا هيبا ، فمن يكتب لن يموت أبداً.
اكتب يا هيبا ، فمن يكتب لن يموت أبداً.

حينما شعرت بثقل ما يحمله عقلى المحدود من أفكار عقلانية وحده، بل و أيضاً وجود و ضخامة ما كنت أظنه منعدم من ما قد أسميه "خواطر" غير عقلانية اتضح لى مع التجربة أنها شديدة التأثير فى مسار وجودى الذى لازلت حتى الآن لا أعيه تماماً، و مع تعقد هذه الأفكار و اتساع تأثير تلك الخواطر، لم أجد أمامى و أمام عقلى موطن تلك الأفكار و ذاتى المسكينة المكتظة بتلك الخواطر بُداً سوى أن أكتب.

و كعادة الموجودات المشابهة لى و الموجودة بكثرة من حولى، كان ينبغى لى أولاً قبل أن أكتب متخلصاً من همومى العقلية المعنوية المختلفة أن أُتوج كتاباتى بعنوان ما و يا حبذا لو كان مُعبراً عن كل ما يرقد تحته من أفكار و خواطر.

عبثٌ! هو قمة العبث أن يظن ظانٌ أن بضعة كلمات ،مهما كانت، تستطيع أن تشمل ما أنتوى تدوينه من فوضى فكرية و هباء عاطفى، و لكنى ها أنذا مرة أخرى ضمن مرات عديدة قد لا تنتهى أخضع لما اجتمعت اليه الموجودات الشبيهة لى من حولى. سأضع العنوان، سأتوج تخاريفى!

 يا تُرى ماذا أسميها؟ ماذا أسميها يا تُرى؟ أحمد مجدى ربما؟ لا لا، ربما يجب أن أُضيف لقب عائلتى شرف الدين؟ ربما أضيف "كتابات" أو "مخطوطات" أو ربما "أسرار"؟ لحظة! ماذا دهاك يا رجُل؟! قطعاً تستطيع أن تقدم أفضل من ذلك!  

و هكذا استغرقتنى الحيرة، ليس طويلاً، و كعادتى مع مسائل وجودى المختلفة، أعرضها بشكل مبدئى على عقلى أولاً، ثم أتركها الى حين أن يفاجأنى صوت اللاوعى من داخل جمجمتى بحل عبقرى لمسألة عرضتها على العقل فى وقت مضى. أوحى إلىَّ اللاوعى برواية قرأتها و لم أتجاوز الرابعة عشر. و قد كان لا وعيى الحبيب أكثر تفصيلاً حيثُ قادنى إلى جملة بذاتها لا أدرى حقاً كيف علقت بذهنى و تذكرتها بعد أكثر من خمس سنوات:

"اكتُب يا هيبا، فمن يكتُب لن يموت".

هكذا تذكرها اللاوعى العبقرى، و أكملها فيما بعد محرك البحث الشهير على الانترنت. و ما كان من الوعى ذاته الا أن أثنى جزيل الثناء على عبقرية صاحبه و نقيضه فى الوقت ذاته ثم أخذ بزمام المبادرة و تبنى مقترح اللاوعى. لقد كان خياره فى الواقع مُبرراً جداً، حيث أنه بات يعانى من أزمة وجودية حادة فى الآونة الأخيرة، جذورها قد تمتد لما يقارب العامين أو الثلاثة و جذور تلك الجذور مُمتدة إلى ما هو حتى أبعد من ذلك. و من ثم كان من الطبيعى أن يرفض كل عنوان يربطه بوجود لا يدركه هو تماما و لا يستطيع أن يجزم برغبته فى إنساب تلك الكتابات لهذا الوجود الغير مفهوم. 

إنه هنا ليكتُب! و ليكتُب فقط! و من ثم فعنوان عن الكتابة، لا سيما و ان كان مقترناً بوجود مُعذب مثله فى سبيل ادراك وجوده، هو أقرب ما قد يعبر عما ستميل إليه كلماته. 
و هكذا كانت: اكتب يا هيبا

No comments:

Post a Comment