Tuesday, May 17, 2016

Forethoughts on Stendhal's ‘crystallisation’

In his deeply consoling piece, De l'amour, Stendhal uses a fancy word for our modern day decadent term, 'crush': crystallisation. He describes it beautifully in the fifth step of how we get attracted to those who eventually possess an endeared position in our depths: 

It [first crystallisation] first begins when you take pleasure in embellishing the lady of whose love you are sure with a thousand perfections. You look at all her happiness with an infinite feeling of contentment. You end up by wildly exaggerating her qualities and look upon her as an angel fallen from Heaven. While you do not yet know her you feel sure that you will soon possess her. 

In the Stendhal mapping of this sweet-and-sour process of falling in love, a person supposedly next is entrenched within doubts of whether the beloved reciprocates her a similar regard or not. If the potential relationship endures this inevitable storm of doubts, the lover is deemed to grind through yet another crystallisation, which Stendhal claims to be the second and last one. In that second embellishment of the beloved, the doubts are silenced and hopes are hiked to their peak:

Every quarter of an hour in the night, when doubts begin, after a moment of awful misery, the lover says to himself: “Yes, she loves me”, and the crystallisation recommences to be adorned with new attractions. But tired-eyed the lover’s doubts interrupt the process. His lungs forget to breathe and he asks himself: “But does she love me?” And in the middle of all this delicious and dreadful questioning the poor man feels this: “She’s the only one is the world who can make me truly happy.” 

At this point, Stendhal does not go on to tell us a complete story of what happens after. All we know is that after the second crystallisation, all the roads are open, and there are rather countlessly many scenarios of where things could go for our lover. One of this scenarios is a quite unfortunate one of the love relationship not fulfilled for one reason or another. In this case, and by virtue of the second crystallisation, the lover is doomed into a great deal of unhappiness, which Stendhal associates with how strong the character of the lover is, and how deep his expectations of happiness with the beloved were. What Stendhal never mentions, though, is any possibility of a third crystallisation.


Stendhal is famously quoted as saying that a very small degree of hope is sufficient to cause the birth of love. However, the third crystallisation is one that is built on the ruins of an obliterated love and thereby requires a fully annihilated hope. It's a beauty, which the pessimistic eyes of the lover recognize after surviving the bitterness of failure. In a way, the crystallisation this time require a special type of embellishment, in which the lover not only disregards the preexistent flaws of the beloved, but also consciously discards the ugliness naturally conferred upon a repelling beloved. As helpless as she is, the lover succumbs to the crystallised beauty she couldn't strip the beloved of, and, if wise enough, sets on a journey to appreciate her 'luck' in being able to appreciate the beauty of that beloved, for it's indeed a blessing.


Monday, May 16, 2016

نظرة فى تكاسُل "الأوبرمينش" - ع

أحيانًا بسأل نفسى هو أنا ايه البلادة اللى أنا فيها ديه و ليه بقيت كسول أكاديميًا كدة.. طبعًا ده متوقع و عادى جدًا و انت بتدرس سنة برة و المفروض بتتفسح و تستكشف و بتعيش الـ "ايكسبيرينس".


بس لأ، ده مش حقيقى و مش مُنصِف لحد "نيردى" زى حالاتى. و الشاهد الأكبر على كدة انى بفكس للحاجات اللى باخُدها و اقعد مع نفسى أقرا حاجات نيتشه عن الأوبر مينش و كارليل عن الأبطال و صناعة التاريخ و ستاندال عن الحُب و براجع تاريخنا الفكرى قبل الخمسينات و بلاحظ تطوُّر الفكر القومى عندنا و بقرا فى المنظومات الاجتماعية و ازاى بتنجح و بقرا عن اللى فشلوا و ليه فشلوا و بحاول أبلوّر الطريق اللى هختاره لحياتى عشان أوصل للى أنا عاوزه فى الآخر لأنه الخيارات كتير بشكل مُرعب بعد ما اتخرج كمان 6 شهور ان شاء الله .


ببساطة أنا مازلت طبعًا بتعلم و بعلم نفسى و العالم مُدهش و يستحق الدراسة و كُل حاجة. بس كأوبر مينش و كحد عنده حُرية الاختيار و بيُمارس الحرية ديه بشكل فج قوى و مُبهِر حتى لنفسى أحيانًا؛- فالواحد بس بقى انتقائى بزيادة فى اللى بيتعلمه و عارف ايه اللى محتاجه يتعلمه و يقراه بجد و ايه اللى اشطة عادى مُمكن يقلبه و كدة كدة هييجى "أون ذا جوب".

Saturday, May 14, 2016

تحول تاريخى (+)

هذا و لمّا كثُرت الفِكَر العاصفة بالذهن القادح لصاحب هذه الكلمات، و لما بدا أن لحظات عمره المحدودة فى هذا العالم سوف تعجز عن أن تفى ما انكب عليه عقله- يتلقاه و يُحلله فإذا هو يخرجه بناءًا جديدًا متناسق الأركان- حقه من التسجيل للخروج إلى العالم من حوله؛- فقد استقر عزم صاحبنا على ألّا يكتُب فقط على أن يستعين بما آل إليه العصر من متاع سهّل على أهله التواصُل بما هو أكفأ لأوقاتهم. و لما كان معيار الكفاءة مُتعلقًا بالوقت فحسب و ليس الجودة، و لما كان صاحبنا قد أفرد للكلمة المكتوبة مُقامًا رحبًا كريمًا فى جوفه الضئيل، و لما كانت الكلمة مكتوبةً بفصيح اللسان العربى هى الأنجع فى إخراج ما تعُج به أفئدتنا من عظيم الشعور و الأفكار؛ فإنّه من المُستحيل بمكان ألّا يكتُب (هيبا)- و بناءًا عليه، فقد تقرر الآتى:

١. يُفتَح الأُفق للسيل العارم من أفكار صاحب هذه الكلمات ليتسرب إلى العالم من خلال حديث مُصّورِ مسمُوع كُلما ألحّت الحاجة إلّى ذلك. و فى هذه الحالة سيُتبع عُنوان المنشور بعلامة الحرف الإنكليزى: [v].

٢. في إطار السياسة العامة المُتجهة للتقليص من حجم استخدام مواقع التواصُل الاجتماعى فى التعبير عن عظيم القيمة من الفكر فيما يُعد استمناءًا فكريًا، فقد تقرر أيضًا أن يُفتح المجال على هذه المُدونة لما هو أحطُ لغويًا من حديث العامة للتعليق عمّا يجرى من أحداث يجول همُها بخُلد صاحبنا. و ذلك على أن تُتبع المنشورات من هذه الفئة بالحرف العربى: [ع]، نسبة إلى لسان العامة.

٣. يبقى السبب الأدعى لقيام هذا المشروع هو التعبير النخبوى عن أفكار و مشاعر تتسم بما يسم طريقة التعبير عنها و من شأنها أولًا أن ترمى بصاحبها إلى تامُل أعمق لما تسطره من موضوعات؛  و ثانيًا أن تعمل كطاقة لإلهام، و من ثم، جرّ من يقرأها إلى فهمٍ أدق لما تطرُق إليه من جوانب الحياة الإنسانية. و من ثم، فتبقى الكتابة بلغة تسعى لأن تصيب الرفعة قدر الإمكان هو جوهر هذه المُدونة و عِمادُها، و سوف تُتبع عناوين المنشورات من هذه الفئة الأسمى بعلامة الإضافة الرياضية: [+]، إشارةً إلى ثراء المُحتوى. 


و اللهُ المُوفِقْ


Wednesday, May 4, 2016

عن ذات الشعر الأحمر


جميلةٌ هى تلك اللحظات الأولى التى يُسدل فيها كلا الطرفين شيئًا قليلًا من دفاعاته على استحياء ذى تكلفٍ مفضوح كى يبعث بإشارات الأُلفة الأولي إلى خصمه. نعم، أقول خصمه لأنها رُبما أكثر معاركنا إشكاليةً من حيث اجتماع ضراوتها مع حميمية مناوشاتها التى تدغدغ أعماقنا بما تهواه أنفسنا الفاقدة للرُشد. نتذكر الآخر و لحظاته القليلة الحُلوة معنا فلا نملك سوى أن ترتسم على وجوهنا ابتسامة بلهاء هى أصدق ما يُعبر عن وعثاء الحُب بما يُسقطه من خبل حتى على رؤوس أعقل ضحاياه. ليس هذا ما نتذكره فحسب، بل لا نلبث أن تطرُق ألبابنا الحالمة خواطر قاسية عن ما قد نتكبد من مشقة و ما قد يُلاقينا من أهوال فى محاولة الظفر . أهوال لا يمكن للمرء أن يتحسّب لها لأنه ببساطة ليس له من سبيل حتى لإدارك كنهها، أو كما حذرتنى صديقتى الفرنسية : "تسير الأمور على ما يُرام، ثم تقول شيئًا ما أو يحدُث شيئًا آخر فيقلب كُل شىء رأسًا على عقب."

و لحُسن الطالع، فإن هذه السطور تأتى بعد أن أُثخِن صاحبها بكثير من الجراح تكبدها بعد أن مُنّى بهزائم عدة كان بطلها الأبرز دون منازع  الجموح الأنثوى الذى يأبى إلّا أن ينشُز على المنطق؛ و من ثم فلا عجب ولا أمل: لا عجب من ما قالته صديقتى و لا أمل فى أكثر من تلك اللحظات التى امتلكتها حقًا ولا سبيل لأحدهم و لو كان أعتى مردة إبليس نفسه فى أن يسلُبها منى. و ها أنا ذا أكتب مُحتفيًا بتلك اللحظات التى لا أملك سواها.

***
تُحملق فىّ بمُقلتيها الزرقاويتين الواسعتين و يكشف انقباض أساريرها عن ابتسامة مكبوتة. إنّه منتصف ليلة باردة أُخرى كعادة ليال هذه المدينة الجوفاء و لم يعُد فى صدرى بقية من سذاجة الصبا التى قد تنسُج حول نظرات ثاقبة كتلك ضروبًا من الحكاوى و الأساطير. لم أُعرها اهتمامًا، فربما تتبين ملامح قد رأتها قبل سويعات قليلة فى قاعة درس. يُذيب أحد رفقائها ما تسببت به النظرات الزرقاء من جليد مُستعينة فى ذلك بأجواء شيكاجو اللعينة: "كيف حالُك يا صاح؟".. أُجيبه و لازلت مخمورًا بأنغام كورساكوف التى تحمل فى طياتها عبق الماضى السحيق من ساحات المُلك ببغداد: "فى خير حال، فقد عُدت لتوّى من حفل بهيج.".. يستطرد الصديق: "جميل! أى حفل ذلك؟".. أخبره و أنا أفكّر أنه رُبما هنالك ما يستحق البقاء فى هذه المدينة الباردة: "حفل الأوركسترا السيمفونى.. لقد لعبوا للتو أفضل سيمفونياتى.".. ينبرى الصديق فى رشاقة ليؤدى دوره الأخير فى مشهد الليلة من مسرحيتنا تلك: "و أى سيمفونية هى يا تُرى؟".. أُخبره؛ فتدخُل بطلتنا بنصّها الأول مُحتفظة بقوة نظراتها: "إنها سيمفونيتى المُفضلة أنا أيضًا." نجحت فى انتزاع اهتمامى من عالمه الرواقى الذى يرفُض أن يعلو بآماله دون أن يملُك من دونها سُلمًا يمتطيه للهاوية آمنًا ليكفى نفسه سقطات مروعة لا طاقة له بها فى طقس بارد كهذا. لازال شبح شوبنهاور بشعره الأشعث عالقًا فى مؤخرة رأسى فيدفعها بروحه الشاكّة أبدًا ألّا يقبل تحية ذات الشعر الأحمر بلّا تحفُظ، فاسألها: "حقًا؟ و لم هى المُفضلة لكِ؟".. تُباغَت بسؤالى فترُد مُحركة يديها بعشوائية فى الفضاء: "لا أدرى.. فقط الموسيقى.. جميلة جدًا.".. تأتى حافلتى التى كنت أنتظرها، و تخرج بطلتنا إلى ضالتها هى أيضًا، ثم يهبط الليل بجُل سواده فيُسدل الستار و يذهب كُلُ إلى حال سبيله.


***
مخمورٌ أنا هذه الليلة  أيضًا و يبدو أن صاحبتنا لا يروقها سوى أن تزورنى على حالى هذه. عادت لتوِّها من حفل صاخب انعكست آثاره على ردائها الكاشف عن بياض برّاق لا شيّة فيه. لا أذكر كيف اجتذبتها إلى حيث جلسنا سوية على حافة طاولة هى الآن أحبُ بُقعة لىّ فى تلك الساحة الكئيبة من مسكنى الحالى و مسكنها. رُبما كانت ابتسامة بلهاء قد تطايرت من بين ثنيات ثغرى. و لا أدرى لم أبينا أن نركن إلى مقعدين من المقاعد المُتناثرة، رُبما حُبب إلينا ذلك ساعتها أو كانت هى سطوة الخمر التى أرادت بنا اقترابًا لا يحول دونه شىء على سطح واحد. نتجاذب أطراف الحديث العذب المُتضمن و لأول مرة حديثُ الأسماء . تتعثر فى اسمى كعادة باقى الغُرباء بينما استمتع أنا بتعثُرها هذا. تسألنى سؤالًا فأجيب فتمد إلّى يدها لنحتفي سويًا بإحدى إيماءات القرن الحادى و العشرين الشهيرة ضاحكين معًا. حديثها عذب و يزيده مُحياها الوضىء  عذوبةً و بهاءًا فاستطرد غير مباليًا مستعينًا بديونيسوس العظيم الذى أحلل عُقدة من لسانى فاسألها ان كانت حقًا تُحب السيمفونية إيّاها. لازال ديونيسوس يُقاتل إلى جانبى دافعًا بأعتى مجانيقه لتدُك حصون فاتنة ويسكونسين، فتُرفع الرايات البيضاء و تُخبرنى بأنها كانت تكذُب فحسب. أحاول أن أبدورحيمًا سعيًا وراء مزيد من الجاذبية كغازٍ مُحتمل، فلا أكترث كثيرًا لنصرٍ ساحق قد أُحرِز لتوه، فأبقى رابط الجأش مُنتظرًا فى ثبات لنصر مُكتمل مُتأسيًا فى ذلك بغزوة أُحُد [LOL]. هذا و يجدُر بالذكر هُنا أن نلهج ببعض المعارف العسكرية ثقيلة الظل و التى لا بُد منها قبل أن نستفيض فى حديث ما جرى فى ليلتها مع ذات الشعر الأحمر: من المعروف أيُّها السادة و المُتفّق عليه أيضًا فى كافة أسانيد الحرب المختلفة و كُتبها المُعتمدة أن ديونيسوس لا يُمكِّن مليكه سوى من إنتصارات تكتيكية قصيرة المدى قامتها و قوامُها المُباغتة للخصم. أمّا على المدى الطويل، فالإله الحَابِر لا يملُك من أمر ساحة القتال شيئًا، و عليه، فلم تلبث صاحبتنا سوى نصف دقيقة أو أكثرُ قليلًا حتى تنبهت إلى ما قد ساءها لتوِه و أسرعت تُلملمُ ما قد تعوزه فى ما سيجِّدُ حتمًا من معارك أُخرى. تُحملق فىّ فجأةً و تخبرنى بحتمية ذهابها الآن. أودعُها بينما ترتسم على عينيّ معالم استياء واضح يختبىء وراءها فى جوفى قدرًا من السرور اللانهائى الذى لا يولده سوى الحُب.


***

"احترس! فالصهباوات تلتهمن أرواح رجالهن" — هكذا قالها صديقى فى ليلة جُمعة دافئة نسبيًا بينما نجول الشوارع الرحبة لحيِّنا الكئيب و نتجاذب أطراف الأحاديث التقليدية للرجال، و التى لا تُغنى عنها نساء العالم مُجتمعة-؛ أو كما قال خير من قال فى كتابِه: "بروز بيفور هوز."