يُمثل لى الرحبانية أفضل ما جادت به موسيقانا العربية منتصف القرن الماضى، إن لم يكن الحقبة المُعاصرة بأكملها. و قد تفاجأتُ إذ أدركت أن صاحبة الصوت الملائكى الرخيم/ هُدى حداد تحمل فى أوردتها نفس الدماء التى تجرى فى الأم/ فيروز؛ إذ يجمعها بفيروز رباط الأشقاء الذى لا ينجلى. وهى نفس الدماء التى اختلطت ب الرحبانية فزادونا زيادًا.
كم كانت ستضحو حياتنا أقبح و أظلم من دونِ تلك العائلة!
أحببت هذه الأغنية منذ زمن، و ها أنذا أتذكرها الآن فى ظروف مواتية لكل ما تحمله من معنى يجلُب الشىء الكثير من الشجن، و لا سيّما فى خطابه لليل الذى يطلع على جُل وقتى فى فترة ذات دُجنة من حياتى:
بيني و بينك يا هالليل في حب و غنيي
على بابي بتقعد يا ليل و منسهر ليلي
بيني و بينك في أسرار و بتعرف أحزاني
تبقى إمرقلي عاهاك الدار و قلو ما ينساني
فيق البيت العتيق غافي
على الطريق و غافي حدو الزمان
يمكن بكرا الحبيب يمرق
متل الغريب و ما يذكر اللي كان